من السنن المهجورة

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

لقد جرى في عرف كثير من البلاد الإسلامية أن الشاب لا يتزوج حتى يجمع بكدِّة وجهده مؤنة زواجه وإن كان أبوه من أغنى الأغنياء أو مستطيع قادر قد وسع الله عليه , وكذلك البنت لا يزوجها أبوها حتى تتجاوز سن العشرين أو أقل من ذلك أو أكثر أو حتى تكمل دراستها الجامعية وكل ذلك مخالف لهدي نبينا صلى الله عليه وسلم .

فقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث , والفضل ابن العباس – رضي الله عنهم – وأمر بإعطاء الصداق عنهما من الخمس كما في صحيح مسلم حديث رقم ( 1072 ) من حديث عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث رضي الله عنه .

وقد جهز النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة رضي الله عنها مما يستطيعه في ذلك الزمان , ففي سنن النسائي ( ج 6 / 135 ) من حديث علي رضي الله عنه قال : " جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة حشوها اذخر "
[ و الخميل هو : كل ثوب له أهداب ].

وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وهي بنت ست سنين وبنى بها وهي بنت تسع سنين كما في البخاري من حديث عائشة ( رقم الحديث 3894 , 5134 ) وهذا كله محله إذا كانت البنت تتحمل الزواج وتطيقه .

والزواج المبكر للأبناء فيه فوائد كثيرة لاسيما في هذه الأزمان التي كثرت فيها الفتن والشهوات فمن هذه الفوائد :

صرف هذه الفتن عن الأبناء بإعفافهم وتحصين فروجهم , ولهذا تجد كثيراً من الشباب خصوصاً الذين قلَّ دينهم وضعف الخوف من قلوبهم لما بلغوا وتحركت فيهم الشهوة فكّروا وسعوا في إمضاء هذه الشهوة فانجرفوا خلف هذه الفتن إما بالخروج إلى أسواق النساء وإما بالمعاكسة لهن وإما بمصاحبة المردان وإما بالاستمناء وإما في الأخير بالوقوع في فاحشة اللواط و الزنا وقليل من عصم الله جلَّ وعلا .

ومن فوائد الزواج المبكر : تكثير الذرية فالفتاة الصغيرة تكون أخصب والإنجاب عليها أيسر وأسهل .

ومن فوائد الزواج المبكر : القضاء على ظاهرة العنوسة , فالصغيرة رغبة الرجال فيها أكثر .

فأمرٌ هذه كلها فوائده حري بالآباء أن يهتموا به ويحصل لهم بذلك كمال المتابعة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الرؤوف بنا الرحيم .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم .