اعمدة الصحافه

اعمدة الصحافه

أحداث في الأخبار
بل سياسي يادكتور‏..!‏
بقلم: سمير الشحات

بعض المسئولين عندنا عندما ينظرون إلي موضوع الحد الأدني للأجور يتحدثون بروح الفنتازيا السياسية‏,‏ والتعالي‏,‏ بل وعدم الجدية أحيانا‏.‏ وتراهم ـ إذ يتكلمون عن القضية ـ يأخذهم الخيال الجامح بأجنحته المحلقة إلي فضاءات لا علاقة لها بالواقع الذي يحياه الناس‏.‏

إنك مثلا تجد أحد الوزراء يحدثك عن أن‏400‏ جنيه في الشهر هي مبلغ كاف جدا لرب أسرة ليعول زوجة وثلاثة عيال‏!‏
وعندئذ تضطر أن تسأل نفسك‏:‏ ألا يعيش هذا السيد بيننا‏,‏ ويأكل أكلنا‏,‏ ويمشي في الأسواق؟
وفي هذا السياق جاء تصريح الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي بأن موضوع رفع الأجور هو موضوع اقتصادي بحت‏,‏ وليس موضوعا سياسيا‏.‏ وقد تبدو حجة الدكتور نظيف منطقية في ظاهرها باعتبار أن الموضوع هو علاقة حسابية بين طبع مزيد من البنكنوت والتضخم المتواصل في أسعار السلع والخدمات‏.‏
غير أن هذه الحجة مردود عليها بالسؤال التالي‏:‏ ومتي كانت حسابات الاقتصاديين الفنية البحتة حلا سحريا لمشكلات الغلابة يادكتور؟
ومن رحم السؤال الأم تولد أسئلة صغيرة كالتالي‏:‏ وهل نجح الاقتصاديون مثلا في تحصيل الضرائب من الذين يجب حقا أن يدفعوا الضرائب؟ وهل تحقق التوازن المطلوب بين رواتب الكبار والصغار في الحكومة وتوابعها؟ وهل رشدتم نفقات الهيئات الحكومية العديدة؟ وهل أصلحتم جلدة الحنفية التي يتسرب منها الماء‏(‏ أو الفلوس‏!)‏ من المال العام بلا حساب؟ وتستطيع معاليك الاستماع إلي ألف هل وهل علي هذا الغرار يادكتور‏!‏
‏..‏ ولمثل هذا النوع من الأسئلة المحرجة خلق الله السياسيين‏.‏ ومن ثم فإن الحديث عن ضرورة أن يسكت السياسيون‏(‏ ومعهم بالمرة الصحفيون والإعلاميون والإكاديميون‏..‏ وربما المواطنون أصحاب الشأن أيضا‏!)‏ وأن يتركوا القضية للاقتصاديين‏,‏ هو حديث يحتاج إلي مراجعة‏.‏ إن هذا البلد هو بلد المصريين جميعا وبالتالي فإن للمصريين‏(‏ جميعا‏!)‏ كل الحق في مناقشة أي شأن وكل شأن‏,‏ أم تراهم ـ مثل عنترة العبسي عند أمل دنقل ـ مدعوين إلي قتال ولايدعون إلي مسامرة؟

رأي رياضي
العفريت‏!‏
بقلم: أيمن أبو عايد

من حضر العفريت عليه ان يصرفه‏..‏ هذا مايمكن قوله علي انقلاب الالتراس الاهلاوي علي فريقه فما شاهدناه من لافتات في قلب استاد القاهرة في مباراة الفريق امام انبي‏,‏ مما يعد تجاوزا وتدخلا صريحا من الجماهير في عمل الادارة ويهز ثقة اللاعبين في الجهاز الفني‏!‏

لقد حذرا مرارا وتكرارا من تنامي وتزايد سطوة هذه المجموعات من المراهقين والمتعصبين غير المدركين لعواقب الامور‏,‏ ليدفعوا الثمن الآن من حجم تأثيرهم في قيادة الجماهير بالمدرجات بهذه الصورة سواء في ملاعب الكرة أو داخل الصالات‏.‏
للاسف لقد اعطي المسئولون بالاندية هذه المجموعات الشرعية في الوجود وشعورهم بقوتهم ونفوذهم عندما كان يتم اللجوء إليهم‏,‏ والاستعانة بهم والجلوس معهم لنيل رضاهم حتي ترسخ لديهم الشعور بسطوتهم وكما يستطيعون التأثير علي جماهير المنافسين يمكنهم ان يتدخلوا للتأثير علي الادارات والاجهزة الفنية بل تعيينهم واقالتهم‏!‏
اننا ندق ناقوس الخطر لكل المسئولين بالاندية كما عملوا من قبل علي دعم ورعاية هذه المجموعات عليهم لان يتدخلوا سريعا لانقاذنا وانقاذ أنفسهم من ذلك العفريت الذي بات يهددنا جميعا ويبث الرعب في قلوب كل المحبين للرياضة‏!.‏
‏>‏ أهدي زميلنا أشرف محمود مساعد رئيس تحرير مجلة الاهرام العربي والمعلق الكروي المكتبة الرياضية كتابا جديدا تحت عنوان دماء علي البساط الاخضر هو قراءة في الصراع العربي الرياضي‏,‏ يتعرض من خلاله إلي تعصب الجماهير والشغب في الملاعب أثناء المواجهات العربية العربية والتي وصلت إلي حد العنف واسالة الدماء فوق الملاعب‏.‏
ووضع الزميل يده علي الاسباب الحقيقية وراء ظاهرة العنف من خلال البحث في سمات الشخصية العربية قبل وبعد الاسلام نهاية بالاعلام الرياضي الذي تاركا الساحة للمراهقين والمتعصبين والمشاغبين يوجهون ويقودون الرأي العام‏..‏ الكتاب جدير بالقراءة والاقتناء خاصة‏,‏ وانه يقع في‏31‏ فصلا ويتضمن عدة مقالات في معالجة الازمة بين جمهوري مصر والجزائر الاخيرة‏.‏

سياسة خارجية
حرث في الماء‏!‏
بقلم: عطيه عيسوى

سيبقي المبعوث الدولي كريستوفر روس كمن يحرث في الماء‏,‏ إذا لم تغير أطراف أزمة الصحراء الغربية أو إحداها علي الأقل مواقفها‏,‏ ويحدث تحرك دولي جاد من دول مثل الولايات المتحدة بتقديم مقترحات جديدة مصحوبة بمكافأة من يتعاون مع جهود السلام ومعاقبة الذي يقف حجر عثرة في طريقها‏.‏

روس يهدف من جولة المباحثات غير الرسمية الثالثة التي تبدأ في نيويورك اليوم بين المغرب والبوليساريو بحضور الجزائر وموريتانيا‏,‏ لإعادة بناء الثقة ومنع تدهور الوضع الأمني في الإقليم إلي حد الانهيار‏,‏ والبحث عن آليات جديدة لتنشيط المفاوضات المتعثرة‏.‏ ولكن إذا كان منع تدهور الوضع الأمني ممكنا‏,‏ لأن البوليساريو ليست حاليا بالقوة التي تمكنها من استئناف القتال وإنهاء وقف إطلاق النار القائم منذ عام‏1991,‏ فإن إعادة بناء الثقة وتحقيق انفراج أمران مستحيلان فيما يبدو‏,‏ لأن الاختلاف واسع جدا بين المغرب الذي يريد تركيز المباحثات علي كيفية تطبيق اقتراحه بالحكم الذاتي‏,‏ والبوليساريو التي تصر علي التركيز لإجراء استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي وفقا لنص اتفاقية وقف إطلاق النار‏,‏ وتدعمها الجزائر التي تعتبر الصحراء قضية تصفية استعمار‏.‏
ليس هناك ما يشير إلي قرب حدوث انفراج في الأزمة المستحكمة لأنه لا يوجد ما يغري أطرافها بتغيير مواقفها أو يهدد بإلحاق أضرار بها إذا هي لم تفعل‏,‏ لأن الولايات المتحدة والأمم المتحدة وغيرهما مشغولون بما هو أهم وأخطر مثل جنوب السودان وأفغانستان والعراق وباكستان وفلسطين‏.‏ فالمغرب يري في ضعف البوليساريو وتزايد نزعة الانشقاق عليها ما يجعله يتمسك برفض تقرير المصير بإجراء استفتاء برغم موافقته عليه من قبل في اتفاق هيوستن مع البوليساريو عام‏7991‏ والبوليساريو تخشي أن تتخلي عن تقرير المصير فتنهي شرعية وجودها وربما يتم طرد قيادتها من الجزائر‏..‏ أما الجزائر‏,‏ فلن تغير موقفها إلا إذا حصلت علي مكاسب في مقدمتها تصديق البرلمان المغربي علي اتفاقية‏2791‏ لترسيم الحدود المغربية ـ الجزائرية‏,‏ وإغلاق ملف المطالبة بما يسمي الصحراء الشرقية المغربية في غرب الجزائر والتي تعادل ثلث مساحتها‏.‏ وبينما تؤيد أمريكا وفرنسا الموقف المغربي‏,‏ تدعم إسبانيا ـ المستعمر السابق للصحراء ـ موقف الجزائر التي تمدها بـ‏57%‏ من احتياجاتها من الغاز الطبيعي‏.‏

أحوال عربية
شمعة في الظلام‏!‏
بقلم: عبد المعطى أحمد

ليس بالأمر المستغرب ولا بالجديد ان يرفض ائتلاف المالكي والتحالف الكردستاني دعوة السعودية لاجراء مباحثات تحت مظلة الجامعة العربية من اجل التوصل الي توافق وتفاهمات حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة التي تأخر تشكيلها حتي الآن ثمانية أشهر‏!.‏

والسبب معروف سلفا فمجرد ان تكون الدعوة سعودية‏,‏ فهي مرفوضة‏.‏ ولو كانت مصرية سيكون مصيرها الرفض ايضا‏,‏ لان ايران لم تأذن بذلك‏!.‏
فالعراق الذي اصبح مقاطعة ايرانية يرفض حكامه الجدد المعينون والمدعومون من قبل الحكومة الايرانية كل مبادرة عربية‏,‏ ويحاولون ان يبرروا رفضهم بأنهم مشغولون الآن بتنفيذ مبادرة مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق التي تسمي مبادرة المائدة المستديرة وأشاعوا انهم في سبيل الاتفاق علي تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وبقية الرئاسات الاخري‏,‏ علي الرغم من ان الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية اكد عدم تعارض مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع مبادرة رئيس إقليم كردستان العراق‏.‏
اما قول البعض ان المبادرة السعودية جاءت في غير وقتها‏,‏ او انها جاءت متأخرة‏,‏ وبالتالي عدم قبولها‏,‏ او رفضها‏,‏ او التشكيك فيها هو قول في غير محله‏,‏وهي كلمة حق يراد بها باطل‏.‏ فالمبادرة جاءت في وقتها تماما‏.‏ فعندما فشل العراقيون في التوصل إلي حل لتشكيل الحكومة‏.‏ وعندما لم تتمكن الولايات المتحدة من مساعدة العراقيين في تشكيل الحكومة‏.‏ وبعدما فشلت ايران في تقديم حل يرضي جميع الاطراف العراقية ولايفضل فئة علي الاخري جاء الحل السعودي تحت مظلة جامعة الدول العربية‏,‏ فكان بمثابة شمعة اشعلها خادم الحرمين الشريفين بدل ان يكتفي بذم هذا الظلام‏.‏
فأذا اضاع العراقيون هذه الفرصة القيمة التي وفرها لهم خادم الحرمين الشريفين‏,‏ فإن حالهم ستكون كحال ذلك الغريق الذي يرمي له طوق نجاة‏,‏ لكنه بدلا من ان يتشبث به‏,‏ وينقذ نفسه‏,‏ يرفسه بقدمه ويترك الامواج تبتلعه‏.‏ وهذا انتحار بكل معا في هذه الكلمة‏.‏